مدرسـة التوفيقيـة الإعداديـة المشتركـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

" الإجازات القرآنية "في سؤال وجواب2

اذهب الى الأسفل

" الإجازات القرآنية "في سؤال وجواب2 Empty " الإجازات القرآنية "في سؤال وجواب2

مُساهمة  Admin الجمعة أبريل 13, 2012 9:01 pm

س9 : ما هي الفترة التي يختم فيها الطالب القرآن برواية أو قراءة أو أكثر على شيخه لينال الإجازة ؟

أوردت هذا السؤال لأن بعض إخواننا من القراء المتقنين ذهب إلى شيخ وقرأ عليه القرآن في أربعة أيام ، فقيل له : أخذ الإجازة في أربعة أيام ، ما هذا التساهل ؟ وذلك لأن المتكلم لا يفرق بين متقن وغيره ، وعلى العموم أنقل ما قاله ابن الجزري في هذه المسألة ، حيث قال في المنجد (64-65-66) دار الفوائد:
" ويستحب أن يسوّي بين الطلبة بحسبهم ، إلا أن يكون أحدهم مسافرا، أو يتفرس فيه النجابة ، أو غير ذلك ، وله أن يقرئهم ما شاء كثرة وقلة .
وأما ما ورد عن السلف من أنهم كانوا يقرئون ثلاثا ثلاثا ، وخمسا خمسا ، وعشرا عشرا ، لا يزيدون على ذلك ، فهذه حالة التلقين ، وأما من يريد تصحيح قراءة أو نقل رواية ، أو نحو ذلك ؛ فلا حرج على المقرئ أن يقرئه ما شاء .
وقد قرأ ابن مسعود – رضي الله عنه – على النبي – – من أول سوة النساء إلى قوله تعالى ( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) ] النساء /41 [.
وقال نافع لورش – لما قدم عليه وسأله أن يقرأ عليه - : بِتْ في المسجد ، فلما اجتمع عليه أصحابه قال لورش : أبتَّ في المسجد ؟ قال نعم ، قال : أنت أولى بالقراءة ، فقرأ عليه القرآن كله في خمسين يوما ، وعلى هذا مضت سنة المقرئين .
وقد قرأ الشيخ نجم الدين عبد الله بن عبد المؤمن – مؤلف الكنز – القرآن كله جمعا بالعشر على شيخ شيوخنا الإمام المسند تقي الذين محمد بن أحمد الصائغ لما رحل إليه إلى مصر في مدة : سبعة عشر يوما .
وقرأت أنا على شيخنا العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ ، لما رحلت إليه الرحلة الأولى إلى مصر ، وأدركني السفر ، وكنت قد وصلت إليه إلى آخر ( الحجر ) جمعا للقراءات السبع ، بمضمن " الشاطبية " ، و " العنوان " و/ " التيسير " ، فابتدأت عليه ( النحل ) ليلة الجمعة ، وختمت عليه ليلة الخميس في ذلك الأسبوع .
وآخر مجلس قرأته : أني ابتدأت من أول ( الواقعة ) ، ولم أزل حتى ختمت في مجلس واحد ليلا .
وقدم علىّ دمشق شخص من حلب ، فقرأ علىّ القرآن أجمع بقراءة ابن كثير في خمسة أيام متتابعات ، ثم قراءة الكسائي في سبعة أيام كذلك .أهـ
إذا العبرة بإتقان الطالب ومهارته ، وأيضا أن يكون الشيخ عنده فسحة من الوقت ، ولو قرأ الطالب على شيخه القرآن كله في يوم واحد فلا شيء في ذلك ولا يعتبر هذا تساهلا إلا إذا أفرط القارئ في التلاوة وتركه الشيخ كي يختم .
س10 : هل يجوز الإجازة المجردة عن العرض والسماع ؟

الإجازة القرآنية إما أن تكون عرضا وسماعا وهذا قليل جدا وهذه الطريقة التي تعلم بها النبي – – القرآن عن جبريل ، وإما أن تكون عرضا فقط ، وهذه الطريقة التي يسري بها أكثر القراء الآن ، فإن الطالب يقرأ والشيخ يسمع ويصحح إذا كان هناك خطئا ، وإما أن تكون الإجازة سماعا ، يعني الشيخ يقرأ والتلميذ يستمع، وهذا نادر جدا في القرآن ، كثير جدا في الحديث ، وأعلى درجات هذه الإجازة هي المقرونة بالعرض والسماع ، والأنواع الثلاثة كلها جائزة ، وعلى ذلك فهل يجوز للطالب أن يذهب لشيخ ويطلب منه الإجازة دون أن يقرأ عليه شيئا أو يسمع منه شيئا ؟
اختلف العلماء في ذلك ، فبعضهم جوَّز ذلك والبعض منع ، فممن جوَّز ذلك مطلقا : العلامة الجعبري ، وممن منع ذلك الحافظ أبو العلاء الهمداني وبالغ في ذلك وعدّها من الكبائر.
قال الدكتور / محمد بن فوزان في إجازات القراء ص 42 :
" لا تجوز الإجازة المجردة عن العرض والسماع مطلقا ، ولا تمنع كذلك مطلقا ؛ لكنها تجوز إذا تحققت في القارئ الأهلية وأراد علو السند وكثرة الطرق والمتابعة والاستشهاد ، وأما إن كان من غير متابعة فقد توقف في ذلك ابن الجزري واشترط الأهلية " أهـ
قلت :ومعنى ذلك أن من كان متقنا ماهرا قرأ على أكثر من شيخ ، وأراد علو سنده من شيخ آخر بطلب الإجازة فلا شيء في ذلك ، أما المبتدأ أو الغير متقن فيمنع من ذلك .
س11 : هل يجوز للطالب أن يعرض بعض القرآن على شيخه ويأخذ الإجازة في القرآن كله ؟

الإجابة نفس الإجابة على السؤال السابق من وجود الأهلية مع الإتقان هذا هو الأصل ، فإذا كان الطالب مجوِّدا وبلغ درجة كبيرة من الإتقان في القرآن وقرأ على شيخ أو أكثر وأراد أن يقرأ على شيخ آخر بعض القرآن ليأخذ منه السند ، فقرأ عليه وأخذ منه السند فهذا لا شيء فيه ، ويقول الشيخ : إن فلان بن فلان قرأ على بعض القرآن برواية كذا أو بقراءة كذا أو بالقراءات السبع أو العشر ، وأجزته بما قرأ وبباقي القرآن ، ودليل ذلك ما قاله ابن الجزري في غاية النهاية (2/64) :

" أن محمد بن أحمد بن شهريار الأصبهاني دخل الروم فلقيني بأنطاكية متوجها إليَّ إلى الشام فقرأ علىَّ للعشرة بعض القرآن وأجزته ، ثم توجه إلى مدينة لارُندة فأقام بها يُقرئ الناس" ا.هـ
وجاء في ترجمة الإمام المحقق ابن الجزري أنه جمع القراءات للإثنى عشر بمضمن كتُب على الشيخ أبي بكر عبد الله الجندي ، وللسبعة بمضمن العُنوان والتيسير والشاطبية على العلامة أبي محمد بن الصائغ ، والشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن البغدادي فتُوفيَّ ابن الجندي وهو قد وصل إلى قوله تعالى : ( إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان .... ) الآية في سورة النحل ، فاستجازه ابن الجزري فأجازه الشيخ الجندي وأشهد عليه ثم تُوفي فأكمل على الشيخين المذكورين....... " انظر غاية النهاية ( 2/247-248 ) ، نقلا من إجازات القراء ص 50 .
س12 : هل الإجازة شرط في الإقراء ؟

إن عدم وجود إجازة علمية عند شيخ من المشايخ ليست دليلا على هبوط مستواه العلمي ، فما أكثر من ارتفعت سمعتهم العلمية وهم لم تُسعفهم الظروف لأخذ إجازات علمية من مشايخهم أو لم يذكر عنهم ذلك .
وهي بذلك تشبه الشهادات العلمية المتخصصة في الوقت الحاضر ، والتي لا يعني الحصول عليها أن حاملها لا يشق له غبار في تخصصه ، لأنها أحيانا تكون غير دقيقة أو لا تمثل الواقع العلمي للشخص الحاصل عليها .

وقال السيوطي – رحمه الله – في الإتقان (1/135-136) :
" الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة ، فمن علم من نفسه الأهلية جاز له ذلك وإن لم يجزه أحد ، وعلى ذلك السلف الأولون والصدر الصالح ، وكذلك في كل علم وفي الإقراء والإفتاء ، خلافا لما يتوهمه الأغبياء من اعتقاد كونه شرطا ، وإنما اصطلح الناس على الإجازة ؛ لأن أهلية الشخص لا يعلمها غالبا من يريد الأخذ عنه من المبتدئين ونحوهم ، لقصور مقامهم عن ذلك .
والبحث عن الأهلية قبل الأخذ شرط ، فجعلت الإجازة كالشهادة من الشيخ للمجاز بالأهلية " أهـ ، إجازات القراء ص 37 -38 .
س13: ما المقصود بالإجازة العامة؟ ، وهل تجوز في القرآن ؟

الإجازة العامة أو الإجازة لغير معين بوصف العموم كأجزت المسلمين أو كل أحد أو أهل زماني ، وهي أحد أنواع الإجازات والتي لا يشترط على طالبها أي شرط للحصول عليها ؛ لأن المقصود بها وصل الإسناد وتعميم الرواية.
ومن شأن هذه الإجازة أنها لا تعطي لطالبها أي اعتبار أو إذن في الرواية أو تعاطي التدريس أو الوظائف العامة مثل الفتيا والقضاء كما هو الشأن في الإجازات العلمية ، وقد جوّز هذا النوع جماعة من أهل العلم كأبي الفضل البغدادي وابن رشد المالكي وأبي طاهر السلفي وغيره ورجح الجواز ابن الحاجب وصححه النووي وخلق كثير .انظر تدريب الراوي للسيوطي (2/32-33)، وإجازات القراء ص44-45-46

ومن أمثلة هذا النوع من الإجازات ما ذكره ابن الجزري – رحمه الله- في خاتمه منظومته " طيبة النشر :
وقد أجزتها لكل مقري ................ كذا أجزت كل من في عصري
قال الدكتور /محمد سالم محيسن في " الهادي " على شرح الطيبة :
" أخبر الناظم- رحمه الله- بأنه أجاز لجميع المقرئين في جميع الأمصار ، والأعصار أن يروي عنه هذه الأرجوزة ويقرأ بها ، ويقرئ بها غيره على رأي من أجاز ذلك ، أي من أجاز الرواية بالإجازة العامة " أهـ الهادي (3/377).
وهذا النوع كثير جدا منه عند الحديث ، قليل جدا في القرآن ، لأن أغلبية مشايخ القرآن يشترطون عرض القرآن كله ثم يأخذ الطالب الإجازة ، بعكس علماء الحديث يعطي الإجازة ولو لم تقرأ عليه شيئا ، بل بعضهم يجيز بالتليفون دون أن يقرأ الطالب شيئا من باب الإجازة العامة ، وعلى ذلك فلو ذهب طالب وأتى بالإجازة العامة في القرآن وقال أنا معي إجازة دون أن يعرض القرآن على شيخ لم يُعمل بهذه الإجازة لأنها لم تتصل بالقراءة ، وبعضهم قال: تقوى هذه الإجازة العامة إذا كان القارئ معه إجازات أخرى متصلة بالإقراء معها ، أما إن كانت وحدها فهي من باب الاستئناس والبركة .
س14: بين التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية .

ظهر في هذه الآونة الأخيرة إقبال كبير على حفظ القرآن من طلبة العلم ، وأصبح الكثير يقبلون على الإجازة بالقراءة على المشايخ لمعرفة أهميتها ، فكثر الإقبال على المقرئين ، وبعد أن كان الشيخ عنده اثنان أو ثلاثة يقرئون ، أصبح العدد يصل إلى خمسة عشر شخصا ، أكثر أو أقل ، وهذا الأمر طيب جدا ، إلا أن هناك إفراطا وتفريطا، وهو التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية.
فأصبح الكثير يتساهلون في الإقراء ، فترى الطالب يقع في أخطاء كثيرة دقيقة وغير دقيقة ، ومع ذلك الشيخ يسمع ولا يرد ، وبعضهم يرد في أشياء ويترك أشياء أخرى ، ثم ينتهي الطالب المبتدأ من هذه الختمة ويقول أنا معي إجازة من فضيلة الشيخ فلان ، وهو عنده أخطاء كثيرة ، وانا لا أبالغ في ذلك وهذا معلوم لدى القاصي والداني .
قال الدكتور / محمد الفوزان :
" لا يخفى على ذي لب أن هناك تسامحا واضحا في دفع الإجازة القرآنية من بعض مقرئي هذا العصر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وهذا التسامح أو التفريط في مثل هذا الأمر ، أدى ولا بد إلى دفعها لأشخاص لا يعرفون الأحكام التجويدية المبدئية فضلا عن غيرها ، ولربما كان صاحبها من أهل اللحن الجلي ، والواقع يصدق ذلك أو يكذبه ، وهذا هو التسامح المقصود أو المعني به ، وألوان التسامح متعددة ، فمن ذلك مثلا : قراءة رواية أو أكثر في مدة يسيرة كليلة أو ثلاث ليال أو نحو من ذلك ، مما يدل على تسامح وتساهل في الإقراء .
قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود ، المعروف بابن صاحب الصلاة ، المتوفى سنة خمس وعشرين وستمائة ، قال ابن الأبَّار : " لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع ، سامح الله له ".
قال الذهبي قلت :
" وأنا رأيت له ما يدل على تسمحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة بقراءة نافع " أهـ
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد أبو القاسم الأندلسي الإشبيلي المتوفى سنة لأربع وخمسين وستمائة : " أن عبد الله بن منصور المكين الأسمر دخل يوما إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصا واقفا وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح ................. إلى قوله فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول " من الجنة والناس " فختم عليه الختمة بالقراءات السبع في ليلة واحدة ".

ومن ألوان التساهل في هذا الوقت هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد ، وإن أجازه بعض أهل العلم كعلم الدين السخاوي ، إلا أنه فيه تساهلا كبيرا "أهـ إجازات القراء 54-55 .
قلت : وقد دخلت مسجدا بمكة فرأيت أحد الإخوة يقرئ شخصين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ، وهذا يقرأ من سورة والأخر يقرأ من سورة أخرى .
وقد أخبرني أحد الإخوة أن أحد المشايخ في المسجد النبوي يقرأ أكثر من خمسة في وقت واحد ، فقلت له : سبحان الله ما جعل الله لرجلين من قلبين في جوفه .
فالتساهل والتشدُّد في الإجازة القرآنية الناس فيه طرفا نقيض، أسوق ما قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن مسعود المعروف بابن صاحب الصلاة المتوفى سنة 525هـ، قال الأبار: \"لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع سامح الله له\"، وقال الذهبي: \"قلت: وأنا رأيت له ما يدل على تسمحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة برواية نافع\". وأما التشدد -أيها الإخوة - فهو طرف مقابل لذلك، يقول أبو عمرو الداني: \"لم يمنعني أن أقرأ على أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس الطالب إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه\". إجازات القراء مع بعض التصرف .

Admin
Admin

المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 12/04/2012
العمر : 46
الموقع : https://tawfikia.yoo7.com

https://tawfikia.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى